الذكاء الاصطناعي… حين دخل لعبة التسويق

6/15/20251 min read

الذكاء الاصطناعي… حين دخل لعبة التسويق

لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرّد أداة للابتكار التقني أو تحسين تجربة المستخدم. بل تحوّل إلى شريك استراتيجي يُعيد تشكيل مفهوم التسويق من جذوره.

فلم يعد السؤال: "كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي؟"

بل أصبح: "هل ما زالت لديك خطة تسويقية لم يُعاد بناؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي؟"

في عالم التسويق الحديث، لا مكان للعشوائية. القرار التسويقي أصبح مبنيًا على بيانات حية، وسلوكيات لحظية، وتوقّعات مستقبلية يصيغها الذكاء الاصطناعي لحظة بلحظة. هنا، يبدأ فصل جديد من الحكاية.

من التنظير إلى التطبيق… من يقود هذا التحول؟

1. أمازون | Amazon

حين نتحدث عن الذكاء الاصطناعي في التسويق، لا يمكن تجاوز عملاق التجارة الإلكترونية الذي بنى إمبراطوريته على خوارزميات التوصية والتخصيص.

خلف كل منتج يُعرض عليك، هناك محرّك ذكاء اصطناعي يتعلّم من كل نقرة، وكل تصفّح، وكل تردد.

تستخدم Amazon أدوات AI لتحديد أسعار ديناميكية، واقتراح المنتجات، وتخصيص الرسائل التسويقية.

نموذجها في Amazon Personalize أصبح مرجعًا للشركات التي تسعى لتقديم تجربة مخصصة على نطاق واسع.

2. نتفليكس | Netflix

أيقونة صناعة المحتوى، التي لا تسوّق فقط، بل تعرف ماذا نريد قبل أن نريده.

اعتمادها على AI في تحليل المشاهدات وتقديم توصيات المحتوى جعل منها أكثر من مجرد منصة… بل أصبحت خوارزمية ترفيه ذكية.

3. كوكاكولا | Coca-Cola

ربما لا تتوقّع أن شركة مشروبات تُعد من رواد الذكاء الاصطناعي التسويقي، لكنها فعلًا كذلك.

أطلقت Coca-Cola مشاريع تعتمد على التحليل التنبؤي لفهم المستهلكين، وتستخدم أدوات مثل ChatGPT لتوليد أفكار إعلانية وتطوير منتجات جديدة، كان أبرزها مشروب "Y3000" الذي صُمم بمساعدة الذكاء الاصطناعي.

4. لوريال | L’Oréal

قادت الشركة الفرنسية تحولًا نوعيًا في استخدام AI لتخصيص تجربة الجمال، بدءًا من توصيات المنتجات، مرورًا بمحاكاة الماكياج باستخدام AR وAI، وصولًا إلى تطوير خوارزميات لفهم احتياجات البشرة حسب السوق المحلي.

5. هوتسوت + أدوبي + ميتا

Hootsuite أطلقت أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاقتراح توقيتات النشر المثالية وتحليل المشاعر.

Adobe Sensei يدمج الذكاء الاصطناعي في تصميم الحملات وتخصيص الرسائل الإعلانية.

Meta طورت أدوات ذكية لتحسين الإعلانات، أبرزها AI Sandbox الذي يساعد المسوقين على تجربة عدة نسخ تلقائيًا واختيار الأفضل أداءً.

ماذا يعني هذا للمسوقين؟

الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية ولا مجرّد أداة تقنية، بل أصبح مهارة يجب أن يتقنها كل مسوّق.

من لا يُجيد الحديث بلغة البيانات… سيُقصى.

ومن لا يُحسن توجيه الذكاء الاصطناعي لصالحه… سيُستبدل.

المستقبل لا يُكتب بالحبر، بل بالخوارزميات.

والمسوق الناجح اليوم هو من يُعيد كتابة خريطة جمهوره، وسلوكياته، ورسائله… من خلال ذكاء يفهم السوق أكثر مما يفهمه البشر.

نحن نعيش اليوم في عصر التسويق المدفوع بالذكاء الاصطناعي – AI-Driven Marketing، حيث تتقاطع القرارات الإبداعية مع العلم، وتندمج الرؤية التسويقية مع التعلّم الآلي، ويصبح المستقبل أقل ضبابية وأكثر دقة.

قد تكون الأداة جديدة، لكن الرسالة تبقى واحدة:

الذكي ليس من يستخدم الذكاء الاصطناعي، بل من يُوظّفه ليُفكر قبلك… ويقنع جمهورك قبلك… ويُحقق أهدافك قبلك.